يشهد السرد القصصي يقظة ملحوظة في الآونة الأخيرة، وظني أن إمكانات الفضاء الرقمي، عززت هذه اليقظة، وأفضت إلى طرائق للتعبير عن هموم وأفكار متقاربة، بل ومتشابكة بين المبدعين في الأقطار العربية المختلفة، ربما لدواعي الظروف السياسية، والقلاقل التي اجتاحت محيطنا العربي. يترتب على هذا ضرورة أن تكون المراجعات النقدية للقصة القصيرة، واسعة، بانورامية الطابع، إذ أصبح الانغلاق النقدي على بلد بعينه -مهما كان شأنه - نوعاً من النكوصية الثقافية في عالم على هذا القدر من التواصل والتفاعل. لقد أخذنا على عاتقنا، أن يبدأ موقعنا الإليكتروني صدى (ذاكرة القصة المصرية) بانفتاح موضوعي ومحايد على المشهد القصصي العربي. كما أننا لم نكتف بأن نقدم دعوتنا هذه عبر الإنترنت فحسب، بل سعينا إلى تقديمها ورقياً وإلكترونيا وعلى نطاق عالمي. يضم هذا الكتاب، نصوصاً قصصية من سوريا، العراق، اليمن، السعودية، فلسطين، المغرب، الجزائر، ليبيا، الكويت، مصر. نقدر تفاعلكم مع هذه المبادرة.